هل خلقت الـ «سي. أي. إيه» حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وهل عزفت الولايات المتحدة على وتر طالبان كورقة للترهيب أو التأديب. أسئلة يجيب عليها كتاب حروب الاشباح -السجل الخفي للـ «سي.اي إيه».. لإفغانستان.. ولابن لادن.. لمؤلفه ستيف كول .. كتاب يتجلى فيه الدور غير الاعتيادي للـ «سي.اي إيه» في قصص بيع الصواريخ وإعادة شرائها.. وقصص ضباط وكالة الاستخبارات الامريكية.. وصراعاتهم التي تفسر الحروب السرية التي سبقت «11/سبتمبر».. وتورط رؤساء.. ودبلوماسيين.. في فرع جديد يُسمى مكافحة الأرهاب .. كتاب حائز على جائزة بوليتزر المرموقة مرتين.. وهو من أكثر الكتب مبيعاً في العالم..
-----
ضاق السوفيات ذرعاً من الاعتداءات التي تُشن على أرضهم. وبعدما أحصوا عدد القتلى في وسط آسيا في شهر أبريل، أوفدوا مرسلين يحملون إنذارات صارمة الى إسلام آباد وواشنطن. هددوا بـ«أمن باكستان ووحدتها»، وهو تعبير لطيف يعني شن غزو عليها. أكد الأمريكيون لموسكو أنهم لم يسمحوا قط للجهاديين الأفغان بشن هجمات عسكرية على الأراضي السوفياتية. وأرسل ضياء الحق من مقر الجيش الرئيسي في إسلام آباد برقية الى يوسف يُطلعه فيها على ضرورة سحب فرقه. أشار يوسف الى أن هذا الأمر قد يكون صعباً، فلا أحد من بين مقاتليه الأفغان يملك جهاز إتصالات. إلا أن رؤساءه في «السي.آي.ايه» اتصلوا به يومياً بهدف الإلحاح عليه: أوقف الاعتداءات.
إتصل بيردان بيوسف من أجل إتخاذ تدابير جديدة وعاجلة. قال له: «رجاء، لا تبدأ حرباً عالمية ثالثة».
إنتهت الإعتداءات. وكانت هذه الإنتصارات الأخيرة التي يشهدها كايسي.
في ذلك الشهر، وبعد أن تحررت القوات السوفياتية في أفغانستان من ثلوج الشتاء، اتجهت شرقاً من جديد، وشنت هجمات على الممرات الجبلية قرب خوست. وفي 17 أبريل 1987م، أصابت المروحيات السوفياتية والطائرات الحربية مجمع ابن لادن الجديد والمحصن في جاجي، وهو مجموعة من الفجوات والكهوف الصغيرة المحفورة في هضاب صخرية فوق القرية الحدودية.
استمرت المعركة مدة اسبوع تقريباً. واجه ابن لادن وخمسون متطوعاً عربياً قوات روسية من مائتي جندي بمن فيها قوات «سبيتناز». تعرض المتطوعون العرب لإصابات، لكنهم صمدوا تحت النيران الكثيفة لأيام عديدة. قُتل أكثر من عشرة رجال من بين رفاق ابن لادن كما عانى ابن لادن نفسه جرحاً في قدمه. واستدعت حالته حقنه مراراً بالأنسولين، وأجبر على الاستلقاء من وقت لآخر أثناء القتال. وفي النهاية، استنتج بعض الناجين أنهم لن يتمكنوا من الدفاع عن موقعهم لمدة أطول، لذا انسحبوا.
طبعت معركة جاجي ولادة شعبية ابن لادن كمحارب بين الجهاديين العرب، وقد تحدث عنها يومياً عدد من الصحافيين العرب الذين راقبوا المعركة عن بعد ميل أو ميلين. عندما تحدث ونستون تشرشل عن معركة خاضها في العام 1897م مع الجيش البريطاني على مقربة من خيبر باس، لاحظ أنه ما من إثارة أكبر من تعرض المرء لإطلاق النار من دون أن يصاب. يبدو أن ابن لادن عاش التجربة نفسها. وبعد جاجي، بدأ حملة إعلامية مخصصة لنشر قصص المعركة الشجاعة التي خاضتها المتطوعون العرب الذين تصدوا لقوة عظمى. وفي المقابلات والخطابات التي ألقاها ابن لادن في مناطق تحيط ببيشاور، سعى الى تجنيد مقاتلين جدد للدفاع عن قضيته، وتأريخ دوره الشخصي كقائد عسكري. كما بدأ عرض أهداف جديدة توسعية من أجل الجهاد.
قام أيمن الظواهري، الطبيب المصري الذي اعتبر الحرب الأفغانية «حاضنة» والذي كتب عن الشعب الأفغاني بتعال لم يتكبد عناء حجبه، بمقابلة ابن لادن للمرة الأولى أثناء حملته الإعلامية في العام 1987م. يذكر الظواهري ان ابن لادن زار المستشفى الكويتي حيث يعمل، و«حدثنا عن المحاضرات التي يلقيها». تحدث ابن لادن علناً عن الحاجة الى جهاد عالمي، ليس فقط ضد الاتحاد السوفياتي، بل أيضاً ضد حكومات الشرق الأوسط العلمانية «الفاسدة»، وضد الولايات المتحدة وإسرائيل، أصغى الظواهري اليه. ويذكر أنه قال لابن لادن: «بدءاً من الآن، عليك تغيير أسلوب حرسك. عليك تغيير نظام الأمن بأسره، لأنك مطلوب من قبل الأمريكيين واليهود، وليس فقط من قبل الشيوعيين والروس، فقد ضربت رأس الأفعى».
أرسل ابن لادن شريطاً مصوراً مدته خمسون دقيقة يظهر فيه وهو يمتطي الأحصنة، ويتحدث الى المتطوعين العرب، ويتكلم عبر جهاز اللا سلكي، ويطلق النار من الأسلحة، وهي نشاطات يقوم بها عادة عدد كبير من القادة يومياً من دون تصويرها على أشرطة الفيديو. سعى وراء الصحافيين العرب، وقام بمقابلات طويلة هدفت الى «إستغلال الإعلام من أجل جذب العرب، وتجنيد المزيد منهم، وحثهم على القدوم الى أفغانستان». كانت هذه ولادة استراتيجية ابن لادن الإعلامية التي تتوجه أولاً الى العالم الذي يتحدث العربية. استوحى جزئياً من بعض التكتيكات الإعلامية التي أطلقها الراديكاليون والقوميون الفلسطينيون العلمانيون في السبعينيات والثمانينيات.
امتعض عبدالله عزام سراً من حملة ابن لادن. واقتبس زميل كان في بيشاور في ذلك الوقت، كلام عبدالله عزام قائلاً: «أترى ماذا يفعل أسامة، إنه يجمع الشباب ويدربهم». «هذه ليست سياستنا أو خطتنا. أتينا لخدمة هذا الشعب، ولهذا السبب يسمى مكتب الخدمات.. إنه يجمع الشباب الذين لا يحبذون مشاركة الشعب الأفغاني، وينظمهم». ويذكر هذا المشارك أن ابن لادن «كان يسكن في بيشاور. ويصدر الفتاوى ضد هذا القائد وتلك الحكومة، ويلعب في السياسات.
انضم ابن لادن الى المعركة. لم يظهر في الأشهر التي تلت اهتماماً كبيراً بالعودة الى ساحة المعركة، إلا أنه عثر على استراتيجية إتصالات اكثر توسعية من مكوثه في جاجي الذي دام اسبوعاً.
أدت وفاة كايسي الى حصول تغييرات في الشراكة بين «السي.آي.ايه» وباكستان. ضغطت الولايات المتحدة على ضياء الحق الذي بدأ التخفيف من حدة القوانين والإجراءات العسكرية في باكستان. عين رئيس وزراء مدنياً، سرعان ما تحدى سياسات الجيش الأفغاني. وبعد مرور أعوام على تسلم إخطار مركز مدير استخبارات ضياء الحق، طالبه بترقية فكافأه ضياء الحق بلقب رسمي تقديري. عين ضياء الحق القائد حميد غول كرئيس جديد لـ«الآي.اس.آي»، وهو شخص متقلب ومتملق يتحدث الإنكليزية بطلاقة، رفض محمد يوسف الترقي الى رتبة لواء، واستقال في الربيع نفسه من مركزه كقائد للعمليات في مكتب «الآي.اس.آي» السري المعني بالشؤون الأفغانية. واستلم مركزه العميد جانجوا، فورث عملية ذات تمويل لا سابق له، وذات إدارة على وشك الإنهيار.
انتهت العلاقات الشخصية التي كانت تربط بين «السي.آي.ايه» و«الآي.اس.آي» في سنى الجهاد الأولى. وبالعودة الى واشنطن، اتخذت «السي.آي.ايه» وضعية دفاعية وسياسية. انهارت سمعة كايسي التي انتشرت بعد وفاته تحت وطأة التهم التي وجهت اليه في قضية إيران وكونترا. بدا الآن أن كل ما لمسه كان ملوثاً بالفساد. تورط في الحرب الأفغانية عدد اكبر من ضباط البنتاغون وأعضاء الكونغرس وباحثون في مراكز دراسات استراتيجية وصحافيون ودبلوماسيون، فأصبح خط الإمدادات الجهادي الذي أسسه أربعة أو خمسة رجال، وأداروه سنين عديدة، عملية شارك فيها المئات.
طُرحت للمرة الأولى في واشنطن أسئلة حادة حول اهتمام الإستخبارات الباكستانية و(السي. آي. إيه) بالقادة الافغان الذين يتمتعون بعقيدة إسلامية راديكالية، طرحت هذه الاسئلة اولاً من قبل علماء وصحافيين واعضاء مرتابين تابعين للكونغرس. لم يطرحوا اسئلة حول المتطوعين الجهاديين العرب، فبالكاد ادرك وجودهم بعضُ الاشخاص من خارج لانغلي، وخارج المكاتب الاقليمية ومكاتب الاستخبارات التابعة لوزارة الخارجية. وبدلاً من ذلك، شككوا في قدرتهم على الاعتماد على حكمتيار، الذي استلم مئات ملايين من الدولارات كمساعدات من مسددي الضرائب في امريكا، لكنه رفض السفر الى نيويورك لمصافحة رونالد ريغان، معتبراً اياه غير وفي. لم كانت (السي. آي. إيه) تدعمه إذاً؟ أثار منافسو حكمتيار في المعارضة الافغانية، هذه الاسئلة، ومن بينهم افراد فصائل افغانية وابطال قضية مسعود.
اجاب ضباط في قسم الشرق الادنى التابع لـ (السي. آي. إيه) عن هذه الاسئلة، متبعين وضعية دفاعية اثناء جلسات الاستماع والمحادثات المغلقة التي عُقدت بين الوكالات الداخلية في الكابيتول هيل، دافعوا بصرامة عن دعم (الآي. أس. آي) لحكمتيار الذي حشد في ساحة المعركة المقاتلين الأكثر فعالية ضد السوفيات. عاملوا الافغان الذين يتوقون الى عودة الحكم الملكي لافغانستان، والموالي لامريكا وامثالهم، كسياسيين جبناء غير قادرين على ايجاد حل عملي لمعركة مسلحة. كما رفضوا التهم التي تفيد ان (الآي. أس. آي) تخصص لحكمتيار موارد «متفاوتة»، ومارس الكونغرس ضغطاً كبيراً نتجت عنه سلسلة من التدقيقات السرية الثائرة والغامضة، فسافر اعضاء منه الى اسلام اباد لدراسة السجلات التي يحتفظ بها مركزا (السي. آي. إيه)، و(الآي. أس. آي) من اجل تحديد نوع السلاح الذي سيحصل عليه كل قائد افغاني.
امتعض بيردان وقائد العمليات الافغانية في (السي. آي. إيه)، فرانك اندرسون، من هذه الانتقادات، وشعرا بأنهما كرّسا ساعات طويلة ومملة كي يتأكدا من حصول حكمتيار على خُمس مجموع الامدادات التي تسربت عبر مخازن (الآي. أس. آي)، أو ربعها، استلم القائد التابع لمسعود والمتمركز في بيشاور، الاستاذ الجامعي السابق، برهان الدين رباني، من خطوط الامدادات الرسمية، الكمية نفسها التي استلمها حكمتيار، على الرغم من انه لم يمرر سوى كمية صغيرة منها الى وادي بانشير. استلمت الاحزاب الافغانية المقربة من النظام الملكي السابق كمية قليلة نسبياً من الامدادات، إلاّ ان ضباط (السي. آي. إيه) اصروا على ان هذه الحرب لم تنتج عن محاولة الباكستانيين التلاعب في السياسة الافغانية من خلال دعم الاسلاميين، بل بسبب ضعف حلفاء الملكية السابقة، كمقاتلين ميالين الى الفساد.
كانت دفاعات (السي. آي. إيه) الاحصائية دقيقة إلى حد كبير، لكنها لم تحتسب من بين أمور اخرى كمية التمويلات العربية الهائلة التي انحرفت عن مسارها في اتجاه الاسلاميين، والتي بلغت قيمتها (25) مليون دولار وفقاً لتقديرات بيردان. كما لم تحتسب الشراكة التكتيكية والاستراتيجية الوثيقة القائمة بين الاستخبارات الباكستانية والاسلاميين الافغان، وعلى الاخص على طول الحدود الباكستانية - الافغانية.
تخلصت (الأي. أس. آي) في اواخر الثمانينيات من جميع الاحزاب العلمانية واليسارية والملوكية السياسية التي تشكلت عندما هرب اللاجئون الافغان من الحكم الشيوعي. وبرغم ذلك، دافع بيردان عن استراتيجية (الآي. أس. آي) بصرامة امام كل وفد زائر من الكونغرس، واثناء المناظرات في السفارة، وولائم الغداء السياحية في الجبال المطلّة على بيشاور. بقي بيردان يردد ان المهمة تقضي بقتل السوفيات. قتل قلب الدين حكمتيار السوفيات، بينما ملك افغانستان، الذي يلف المعكرونة على ملعقته خارج روما، لم يقتل اي واحد منهم. ولم تكن (السي. آي. إيه) ستسمح «لسفلة الفن الليبراليين» بادارة جهادها.
كانت مواقف باكستان متقلبة باستمرار. اصبح مكتب (الآي. أس. آي) المعنى بالشؤون الافغانية، احدى اقوى وحدات الجيش الباكستاني واكثرها ثراءً، فغار المكتب على امتيازات الجيش وحرسها، رأي زملاء جونجوا في (السي. آي. إيه)، ان رئيس العمليات الجديد، اسلامي مؤمن وأكثر تديناً من الضباط النموذجيين في الجيش الافغاني. ادار ضابط كبير من قبيلة الباشتون المكتب الافغاني المحلي في بيشاور، فاكتسب لقب الامام العقيد. كان مقرباً جداً من حكمتيار، وبدا على مرّ السنين توضيح آرائه المتأثرة بالاخوان المسلمين في احاديث خاصة مع نظرائه في (السي. آي. إيه)، اما في خطوط (الآي. أس. آي) الامامية، فقد اصبحت القضية الافغانية مسألة ايمان حقيقي بالنسبة الى الضباط الافغان المعنيين، ومهمة متضخمة مزجت بين الكفاءة السياسية والايمان الديني.
بعد ان طبقت الاستخبارات الباكستانية نظرة ضياء الحق، صممت على اقامة نظام حليف في كابول يؤدي الى ارساء الهدوء عند الحدود الباكستانية الغربية، غير المستقرة تاريخياً. كان الاسلام السياسي ايديولوجية القادة العسكريين الباكستانيين التي يتعاملون من خلالها مع الفصائل الافغانية، وكان حكمتيار حليفهم الرئيسي. تصور العمداء والعقداء في (الآي. أس. آي) ان التأثير الباكستاني سينتشر شمالاً وشرقاً الى ما وراء افغانستان في اتجاه وسط آسيا السوفياتي. لم يحاول قط الضباط الرئيسيون من قبيلة الباشتون، امثال «الامام»، إدارة اعمالهم من خارج المكتب الافغاني. بل بقوا فيه ولم يتزحزحوا من اماكنهم، لم ينجحوا في محاولاتهم جمع مئات الملايين وتكديسها في حسابات البنوك السويسرية، فقد كانت رقابة كل من (الآي. أس. آي) و(السي. آي. إيه) صارمة جداً في ما يتعلق بهذه المسألة إلاّ انه في حال انحرف ضابط ما، فسيجد فرصاً كثيرة تتيح له بيع احدى شاحنات التويوتا التي استوردتها (السي. آي. إيه) والاستفادة من ثمنها، او تقاضي عمولة جراء تسهيل عمليات التهريب المحلية وعمليات تصنيع المخدرات. لم يكن تدفق المعطيات كافياً للتحقق مما اذا كان الرائد أو اللواء نفسه قد توجه الى كاراتشي، او ان كان يوجد احتمال أسوأ من ذلك، بالتوجه الى وحدة سلاح مدفعي مواجهة للهند في منطقة رجستان الصحراوية المهجورة.
كان القائد الافغاني، عبد الحق، احد الذين اثاروا شكوكاً صارخة حول الاستخبارات الباكستانية، وقد اصبح في ما بعد شخصية معروفة بين الصحافيين الامريكيين الذين يغطون الحرب من بيشاور. منذ ان خسر عبد الحق احدى رجليه في حقل الغام في مهمة قرب كابول، اصبحت اسفاره الداخلية محصورة أكثر من السابق، تعاون مع مصوري محطة (السي. بي. أس) التلفزيونية من اجل تصوير الاعتداءات الصاروخية التي شُنّت حول كابول، ورافق الصحافيين الى الحدود، وسافر الى واشنطن سعياً وراء الدعم، كان القائد الأكثر مصداقية وانفتاحاً الذي ابلغ عن تلاعب (الآي. أس. آي) في السياسات الافغانية. طرح اسئلة عديدة، منها: لم على المرحلة الاخيرة من الجهاد ان تكون مصممة لخدمة المصالح الباكستانية؟ خسر ملايين الافغان حيواتهم، ونفي مئات آلاف من رجال الفكر ورجال الاعمال والقادة القبليين. لم صممت (الآي. أس. آي) على منع القادة الوطنيين في البلاد من الشروع في وضع نظام سياسي افغاني لفترة ما بعد الحرب، يحمي المصالح الافغانية؟ استشاط بيردان غضباً لان عبد الحق صب تركيزه على العلاقات العامة. ففضح رئيس مركز (السي. آي. إيه) امره سراً، واقصاه عن شبكة الوكالة الاحادية الجانب. رأي فرانك اندرسون في لانغلي، ان عبد الحق «قائد جيد، كما انه فعال بشكل خاص في العلاقات العامة»، ولم يكن لديه «عدد كبير من جوائز النصر» مثل القادة المفضلين عند (السي. آي. إيه) التي قلما اعلنت عنهم، امثال جلال الدين حقاني، الاسلامي المتدين المقرب من ابن لادن. شعر بيردان بأن عبد الحق «يمضي اوقاتاً في بيشاور أكثر من وجوده في افغانستان، وكان على الارجح يتعامل مع وسائل الاعلام، «اظنه سمع انني بدأت، لسوء الحظ، بمناداته «النجم عبد الحق»، فبلغه هذا الأمر، وغضب مني كثيراً».
قابل بيردان حكمتيار ثلاث مرات في بيشاور. كان حكمتيار يتحدث الانجليزية بطلاقة. كان يتكلم في المقابلات الخاصة يتملق في غالبية الاحيان. وبعد ان اصبح الجدال حول معارضته للامركة جلياً،، خشى ان تكون (السي. آي. إيه) تسعى إلى قتله.
سأله بيردان: «لم قد اطلب قتلك؟».
اجابه حكمتيار: «لن تشعر الولايات المتحدة بالأمان، ان بقيت على قيد الحياة».
قال بيردان: «أظن ان المهندس الميكانيكي يمتدح نفسه».