يزخر الموروث الشعبي الحساني بالكثير من المعتقدات والطقوس المتوارثة عن الأجداد والأسلاف ، منها ما يحدث نتيجة لأمور طبيعية وفسيولوجية مرتبطة بجسم الإنسان، ومنها ما يفسر بمعان متعددة غارقة في التأويل. ومن بين معتقدات المجتمع الحساني نذكر منها على سبيل الثمتيل لا الحصر:
صدرة لمراح ما تنكلع؛ من المعتقدات الشعبية الأكثر شيوعا بالصحراء - وتستند إلى دلالات تاريخية واثنوغرافية موغلة في القدم-" أي يمنع نزع النبات من أمام الخيمة أو من حظيرة المواشي، لان في ذلك جلبا للنحس للقبيلة واتلافا للحية ( الحية هنا تعني ما يمتلكه إنسان الصحراء من ابل وغنم وماعز.) وبقائها ( النباتات)يجنب الضرر و النحس والسوء ودرء المخاطر.."
كذلك يتم منع الصفير داخل البيوت أو الخيام لان ذلك يجلب الهلاك والخراب. كما أن إتلاف الأواني الزجاجية والخزفية وتعرضها للكسر يفسر بإبعاد البلاء والبأس، وفي هذا السياق يقال بالحسانية: رافد الباس.
إضافة إلى ذلك، يرمز الخف أو الحداء المقلوب على عتبة البيت إلى سوء الحظ،وتراكب الاحدية فوق بعضها البعض يدل على سفر قريب ومتوقع.
كما يعتقد المجتمع الحساني في رفة العين اليمنى وحك الحاجب الأيمن في قدوم فرح ( زواج، عودة قريب غاب مدة طويلة...) ، كما أن حك اليد اليمنى يرتبط – حسب المجتمع الحساني – بتسليم نقود وفيرة، أو رؤية شخص عزيز في وقت قريب ( كما هو الشأن بالنسبة لحك حاجب العين اليمنى ) ، وحك اليد اليسرى يوحي بتسليم أو إيداع النقود وإرجاعها. وهناك من يفسر تقاطع الأيدي أثناء المصافحة بوجود خطوبة متوقعة.
وفي مجال إعداد الشاي يفسر الحسا نيون انزلاق الكأس فوق الطاولة بزيارة آنية مرتقبة. أما عندما تلتصق جمرة بالإبريق ( البراد ) فور أخده من فوق المجمر، فيفسر ذلك بقدوم " مؤكد " لامرأة.
كما أن المرأة التي لا تلد سوى البنات، يعمد أهلها إلى تسمية آخرهن ب " توفة " أو " إزانة " وكلاهما تفيد القناعة والاكتفاء..وفي ذلك اشارة واضحة الى الرغبة في انجاب الذكور الذين يختارهم الكثير من الناس ويفضلوهم على لإناث، وهو تفضيل يمتد لعقلية مترسبة من تفكير إنسان المجتمعات الزراعية والرعوية.
ومن الطقوس الشعبية الغريبة الأخرى التي تبرز تصور الإنسان الصحراوي لأيام الأسبوع، "انه يفضل السفر وارتداء الملابس الجديدة يوم الثلاثاء خلافا ليوم الجمعة المخصص للطهارة والاغتسال اقتداء بالسنة النبوية. كما يكره غسل الملابس يومي الأربعاء والسبت وعدم تمشيط الشعر وتقليم الأظافر يوم الأحد. ويصاحب هذه الأيام ترديد مجموعة من الأدعية المأثورة التي تجسد تخوف المجتمع الحساني من المساوئ التي قد تجلبها هذه الأيام، منها:
- لثنين يفكنا من ش شين.
- لثلاث يفكنا من وعاث.
- لربع يفكنا من دعوة مكربع.
- لخميس يفكنا من دهليس.
- لجموع لا يسيل علينا الدموع.
- السبت السابت والسعد النابت.
- لحد يبطي عنا اللحد."
وهناك طقوس ومعتقدات خاصة بعيد الأضحى، تجري العادة عند أهل الصحراء في مناسبة عيد الأضحى أن يتم الاحتفاظ بدم الأضحية الحار ذي اللون الأحمر القاني داخل إناء منزلي صغير، وتتولى هذه المهمة ربة البيت حيث يسود الإيمان بفعالية هذا الطقس في تقوية تماسك أفراد القبيلة، إذ يتم تجفيفه لاحقا واستعماله للتبخر لذات الغرض. كما يستعمل هذا الدم ضمن وصفات طبية في شكل أحجبة لحماية الأطفال الرضع وتحصينهم من أي أدى قد يتعرضون له خلال الأربعين يوما من عمرهم،إذ تتم زخرفة ارجلهم اليمنى بخط احمر من دم الأضحية عل شاكلة الخلخال الذي تتزين به المرأة من ناحية الساق.