الأديب المصري محمود البدوي ( 1908 - 1986 )
أديب مصري بارز اسمه الحقيقي كما ورد بشهادة الميلاد هو محمود أحمد حسن عمر' وقام بتغييره إلى الاسم الذى اشتهر به قبل ذهابه مباشرة ضمن أعضاء البعثة التى ضمت خيرة رجال التعليم في مصر إلى الهند والصين وهونج كونج واليابان في عام 1957 وأصبح اسمه في الأوراق الرسمية محمود البدوى أحمد حسن عمر. توفي في 12 فبراير 1986.
جوائز الدولة المصريةمنح اسمه بعد وفاته وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1988 حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1986 حصل على جائزة الدولة للجدارة في الفنون عام 1978
مرحلة الطفولةولد محمود البدوى في قرية الإكراد مركز أبنوب بمحافظة أسيوط في الرابع من شهر ديسمبر سنة 1908 .
كان والده عمدة القرية ، ووالدته ابنة عبد المنعم التونى عمدة قرية اتليدم مركز ملوى بمحافظة المنيا "وكانت القرية تقع في آخر حدود مديرية أسيوط". توفيت والدته وهو في السابعة من العمر ، وكانت هى في الثلاثين من عمرها
مرحلة التعليمقضى طفولته كلها في الريف حتى حصل على شهادة الابتدائية من مدرسة أسيوط التحق بالمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة وكان حريصا على قضاء كل إجازاته مع الفلاحين . التحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية إبان عمادة الدكتور طه حسين لها ، وترك الدراسة وهو في السنة الثالثة قسم اللغة الإنجليزية وآثر أن يثقف نفسه تثقيفا ذاتيا ، فقرأ الأدب القديم والحديث ، والآداب الأجنبية بلغتها الأصلية.
حياته الأدبيةدخل الحياة الأدبية لأول مرة من خلال نقل الآداب الأجنبية إلى اللغة العربية ،ونشرها في مجلة الرسالة التى كان يصدرها الأستاذ أحمد حسن الزيات منذ السنة الأولى لصدورها عام 1933 .سافر إلى أوروبا الشرقية قبل الحرب العالمية الثانية عام 1934 وعاد من هذه الرحلة متفتح المشاعر للكتابة وكتب رواية قصيرة باسم "الرحيل" .ساهم اسهاما حقيقيا في التعبير عن آمال الشعب في تغيير واقعه منذ صدور قصته الرحيل عام 1935 . تناول حياة الريف والفلاحين وصور طباع أهل الصعيد وأخلاقهم في محاولة منه للنفوذ إلى أعماق الفلاح المصرى وتبرير تخلفه وما يعانيه من قسوة الاقطاع . وبلغت قصصه التى كتبها عن الريف والفلاحين في الصعيد تسعة وثمانون قصة .أدى دوره الوطنى بكتابة بعض القصص القصيرة في المناسبات الوطنية والكفاح ضد الاستعمار الإنجليزى وحروب 1948 و 1956 و1967 و 1973 .كتب ما يزيد على 389 قصة نشرت جميعها بالصحف والمجلات المصرية بالإضافة إلى المجلات المتخصصة كالرسالة والقصة والثقافة والأديب والهلال والمجلة والعصور والرواية ، ولا يدخل في هذا الحصر القصص التى نشرها بالصحف والدوريات العربية حيث لم يمكن حصرها " أنظر الببليوجرافيا الملحقة بكتاب سيرة محمود البدوى .. بقلم على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى .. مكتبة مصر 2002 " و " محمود البدوى والقصة القصيرة بقلم على عبد اللطيف .. مكتبة مصر 2001" له كتاب واحد في أدب الرحلات عن رحلته إلى الصين واليابان وهونج كونج "مدينة الأحلام" (الدار القومية للطباعة والنشر 1963). كان كثير الأسفار فقد طاف بأوربا وآسيا وبعض البلاد العربية والافريقية في رحلات ثقافية وغير ثقافية وانعكس أثر هذه الأسفار عليه ككاتب يؤمن بالإنسان ويهتم به في كل بقاع الأرض وصوره في كتاباته . أطلق عليه بعض النقاد والدارسين لقب "تشيكوف العرب" ولقب "راهب القصة القصيرة" ولقب "فارس القصة القصيرة"وآخر من لقبه بلقب تشيكوف القصة المصرية هو الأديب العالمى نجيب محفوظ في الحوار الذى أجرى معه بصحيفة القدس العربى بعددها الصادر في 3|1|2004 الكاتب العربى الوحيد الذى تقابل مع العالم النفسى الشهير " سيجموند فرويد " في النمسا أثناء زيارته لها في سنة 1934 والتصق به فترة غير قصيرة " من كتاب محمود البدوى والقصة القصيرة .. للكاتب على عبد اللطيف .. الناشر مكتبة مصر 2001 " ومن كتاب " سيرة محمود البدوى للكاتبين على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى .. الناشر مكتبة مصر 2002 "
مبررات منحه جائزة الدولة التقديريةمبررات منحه جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1986 وفقالما ورد بالكتاب التذكارى الذى يتضمن تاريخا شاملا للجائزة منذ إنشائها سنة 1958 " مطبعة هيئة الآثار المصرية 1991 ص 101 و102 " عبرت قصصه القصيرة عن الواقع المصرى تعبيرا صادقا من خلال رؤيته غير المتحزبة أو المتعصبة التى تشوبها التطلعات وتفسدها الأهواء والمطامع ، فقد تناول الواقع تناولا عاطفيا شاعريا . لا يركن في قصصه على أحداث لها خصوصيتها ولا على صور لها طرافتها . وقد اختار معظم أحداث قصصه من الريف المصرى في اقليم الصعيد بتقاليده وأخلاقيات الناس فيه والعلاقات السائدة بينهم . كان دائم المقارنة بين حياة الفلاح المصرى وبين حياة الفلاح في كل بلد يزورها كرحلاته إلى اليونان وتركيا ورومانيا والمجر والهند والصين وهونج كونج وروسيا . أول كاتب قصة قصيرة عبر عن حياة عمال التراحيل ومعاناتهم من أجل الحصول على لقمة العيش . صور جانبا من الحياة في اللوكاندات والبنسيونات وهو لون من الحياة لم يشاهده المصريون ولم يقرأوا عنه كثيرا ، فقد وجد مجالا خصبا لتصوير قطاع من الحياة المستترة والغريبة على مجتمعنا وما يدور فيها بعيدا عن أعين العاديين من الناس وخاصة الطبقات الكادحة التى لا تعلم عن هذه الأشياء شيئا . في بعض قصصه نزوع نحو النقد الاجتماعى ونقد الواقع بواسطة اختيار بعض الأحداث الجزئية التى تكشف عن عيوب أو قصور . يساير في قصصه القصيرة المجتمع في تطوره فلا يقف جامدا عند حد تصور الماضى وإنما هو يصور المجتمع الجديد في قصصه ويكشف عن مدى احساسه بما حدث فيه من تحول ، ويلاحظ هذا في قصصه التى كتبها بعد عام 1956 وهو يركز على القيم الجديدة والعلاقات الجديدة . التزم بالقالب الفنى للقصة القصيرة . ترجمت قصصه إلى اللغات الألمانية والمجرية والفرنسية والروسية ، كما أن المستشرق المجرى جرمانوس أعد دراسة عن كتاب القصة المصرية وتناول فيها أدب محمود البدوى .
الوظيفةبتاريخ 12 مارس 1932، التحق محمود البدوى بالعمل في قلم حسابات الحكومة بوزارة المالية بمرتب سبعة جنيهات ونصف ، وانتدب للعمل في مصلحة الموانى والمنائر بالسويس ، وفي عام 1934 عاد للعمل في مقر الوزارة بميدان اللاظوغلى . واستمر في العمل بالوزارة ولم يطلب نقله للعمل في وظيفة أخرى لها صلة بالآداب وفنونه مثلما فعل زملاء له من الأدباء ، وكان راضيا قانعا بوظيفته إلى أن احيل إلى المعاش لبلوغه السن القانونية في 3 ديسمبر 1968
وحياته الوظيفيه كما سطرها بخط يدهتاريخ الألتحاق بالعمل 12 / 3 / 1932 تاريخ التثبيت 1 / 9 / 1934 تاريخ العمل بحسابات الحكومة 9 / 2 / 1938 تاريخ الترقية إلى الدرجة السادسة 1 / 11 / 1949 تاريخ الترقية إلى الدرجة الخامسة 1 / 12 / 1954 تاريخ الترقية إلى الدرجة الرابعة 1 / 3 / 1958 تاريخ الترقية إلى الدرجة الثالثة 30 / 3 / 1961 تاريخ الترقية إلى الدرجة الثانية 29 / 11 / 1962 وشغل وظيفة مراقب عام بوزارة الخزانة
الاشتغال بالسياسةنأى البدوي بنفسه عن السياسة ويقول: هناك فرق كبير بين الوطنية والسياسة ، فحب الوطن في لحمى ودمى وعظامى أما السياسة فقد كرهتها وكرهت مشتقات الكلمة ولعنتها كما لعنها وكرهها الإمام محمد عبده. ويقول: أنا بطبعى وتكوينى الخلقى لا أحب السياسة ولا الأحزاب وأكرهها كره الأعمى للحفر في الطريق .. ولا يمكن لإنسان يحب العزلة ليقرأ ويكتب أن يشترك مع الجماهير في ضجيجها وصخبها .. على أى صورة من الصور .. وحب الوطن ومن خدمه بإخلاص وأمانة من رجالنا الأفذاذ عبر التاريخ كله .. سيظل محل الاحترام والتقديس ما دامت الحياة.
دوره الوطنىأدى دوره الوطنى من خلال كتابة بعض القصص القصيرة في المناسبات الوطنية والكفاح ضد الاستعمار الإنجليزى وحروب 1948 و 1956 و 1967 و 1973، وقد بلغت القصص التى استعان بها الكاتب على عبد اللطيف في كتابه المعنون تحت اسم " مصر في قصص محمود البدوى " ـ الناشر مكتبة مصر ط 2004 ـ بلغت 71 فصة ويقول الكاتب في مقدمة هذا الكتاب " تناولت في هذا الكتاب أكبر الشرور التي تواجه الإنسان على الأرض ، ساعدنى في ذلك كثرة أعمال محمود البدوى القصصية وإشارته عنها في الكثير منها "