هي للشاعر صلاح عبدالصبور
يا صاحبي، إني حزين
طلع الصباح، فما ابتسمت، ولم ينر وجهي ا لصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة خبز ايامي الكفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروشْ
فشربت شاياً في الطريق
ورتقت نعلي
ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
قل ساعة او ساعتين
قل عشرة اوعشرتين
وضحكت من اسطورة حمقاء رددها الصديق
ودموع شحاذ صفيق
وأتى المساء.................................
في غرفتي دلف المساء
والحزن يولد في المساء لأنه حزن ضرير
حزن طويل (هنا يجب ان تقول طوييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل بمد الياء الى ان لا يبقى في رئتيك الا القليل من الهواء)
كالطريق من الجحيم الى الجحيم
حزن صموتْ
والصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت
وبأن أياماً تفوت (انضر الى استدراك الشاعر وخروجه من حزنه باسلوب رائع ليبعث التفاؤل بعد ان فاحت رائحة الحزن تملاء الارجاء)
وبأن مرفقنا وَهَنْ
وبأن ريحاً من عَفَنْ
مس الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت
حزن تمدد في المدينه
كاللص في جوف السكينه
كالأفعوان بلا فحيح
الحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوز
وأقام حكاماً طغاه
الحزن قد سمل العيون
الحزن قد عقد الجباه
ليقيم حكاماًطغاه
يا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يوماً صديق
مغرى بتزويق الكلام
كنا نسيرْ
كفي لكفيه عناق
والحزن يفترش الطريق
قال الصديق:
ياصاحبي!..
ما نحن إلا نفضة رعناء من ريح سموم
أو منية حمقاء…
أو أناسمينا ببرج النحس كانا، ياصديق
وجفلت فابتسم الصديق
ومشى به خدررفيق
ورأيت عينيه تألقتا كمصباح قديم
ومضى يقول:
«سنعيش رغم الحزن، نقهره،ونضع في الصباح
أفراحنا البيضاء، افراح الذين لهم صباح»..
ورناإليَّ…
ولم تكن بشراه مما قد يصدقه الحزينْ
يا صاحبي!
زوِّق حديثك، كلشيء قد خلا من كل ذوق
أما أنا، فلقد عرفت نهاية الحدر العميق
الحزن يفترش الطريق…