من للخلائق
يفنى القريضُ وأنت وحدك باقيٌّ
للمنشدينَ اليوم خيرُ عزاءِ
من للثكالى إن يمينك أُغلِقت
واصفرَّ عودُ الجودِ في الأحياءِ
وتخطفت قوتَ العبادِ زعامةٌ
صلّى بفيها البخلُ دون حياءِ
ماذا أُسجِّلُ يا شريكَ الشِّعرِ قد
هدت بلادُ الماكرين بنائي
أشرق بنورِك إنَّنا متخبطو
نَ بعتمةِ الأقزامِ واللُّقطاءِ
لا جود يعلو فوق جودِك سيِّدي
يا واحةَ الأشعارِ والأضواءِ
أطلق عنانَ الخيرِ إنَّ خيولَنا
باتت من البطحاءِ للبطحاءِ
إنِّي بنورِك سيِّدي أرقى السَّما
وأقودُ أحلامَ المدى بذكاءِ
هبني بقربِكَ منزلاً فلعلَّني
أشفى من الأشواقِ والأهواءِ
لا زال يتعبُني الرَّجاءُ وحيرتي
تبكي على جنبي بدونِ دواءِ
وثقافةُ الكونِ الضليلِ تلفُّنِي
برسائلِ التَّهديدِ والإغواءِ
لكنَّ حُبَّكَ سيِّدي يروي دمي
ويهدهدُ الآمالَ في أنحائي
ويطوفُ في عيني ويرسمُ بسمتي
ويلوّنُ الدُّنيا بمهدِ رجائي
لا زلت أنهلُ من ثراكَ بلهفتي
علّي أُلامسُ منبعَ الأشياءِ
لازلت أرتادُ الفصاحةَ علَّها
من وجنتيك تعودُ بالأصداءِ
لا زلت أقسمُ أنَّني متصوّفٌ
بصبابتي وثقافتي ووفائي
لا زال حبُّك غايتي وسفينتي
يا جدولَ الأنوارِ في الظَّلماءِ
العشقُ في طبعِ العبادِ عبادةٌ
لكنَّ عشقَكَ علَّتي وشفائي
ماذا أُعدِّدُ في خصالِك سيِّدي
وبراعةُ الأخلاقِ في الإنشاءِ
يا من تربى الحقُّ وبين خيامِه
واختاره الرَّحمانُ عندَ حراءِ
من للخلائقِ إن ربت آثامُها
واسود وجهُ الصُّبحِ للأحياءِ
إلا يديك بلاسم لجروحِها
عند الكريمِ.. ونخوةِ الكرماءِ .
شعر . عبدالهادي القادود
قطاع غزة . فلسطين