رحمك الله يا اماه

رحمك الله يا أماهُ



ورحلتى عني وتركتينى وحيداَ فى الطريق






الدرب يا امى يضيع والعمر اضحى رماداَ من حريق



وطفل الامس احس انه عاش من زمن سحيق


ووقفت وحدى اصارع زماناَ لا يفيق


وضاعت الاحلام مثلما قد ضاع من عينى البريق


اماه يا اماه قد كنت لى انت الحبيبة والصديق


وذهبت انت ولم اجد بعدك رفيق



ورحلتى عنى وتركتينى وحدى حزين



قد عشت بعدك اياما يداعبنى حنين العاشقين



برغم انى لم اجد حباَ مثل حبك على مر السنين



مازلت احيا واحلم مثلما رأيتك تحلمين


ان كنت سكنتى القبر الآن فتأكدى انك فى قلبى تعيشين


وان كان التراب قد احتوى القلب الحنون لا تفزعين


فمازال رسمك ملء القلب والوجدان وساكناً فى ضوء العين


مازال اسمك ملء الفم اردده فلا يمل السامعين


مازلت اذكرك فيرتاح قلبى و يستكين


لاتجزعى يا امى فما القبر الا مرحلة انتقال من جحيم الدنيا الى جنان رب العالمين


ولا تتعجلى اللقاء فإنا انشاء الله في الجنة لملتقين


فأنت من السابقين وانى بكى لمن اللاحقين


والآن ماذا اقول ( إنا لله وإنا اليه من الراجعين)


مازال قلبى يمزقه فراقك ولم يجد بعدك مأواهُ



لم يجد من يحنو عليه مثلك ويرعاهُ


بالرحمة والغفران لك منه كل دعواهُ



ان كان فى الكون من يذوب حزنا بعد موتك صدقينى لن تجدى سواهُ



وذلك البيت الذى اصبح خالياً لمن يكون بعدك سكناهُ


وذلك الكف الذى كان يحنو وذلك الصوت الذى كان يشدو والله لن انساهُ


وذلك القلب الجسور كيف اسلم للردى عيناهُ


مهما طال العمر بناستظل فى دنيا القلوب ذكراهُ


من ذاق طعم الحنان لا يسلاهُ


مازلت انام واتمنى فى احلامى ان القاهُ


رباه يا رباه الهمنا الصبرعلى الفراق فالموت قدر ومهما هربنا من قدرنا نلقاهُ


رباهُ يا رباهُ يا رباهُ


فى كل يوم ادعو ربى راجياً وأقول







رحمك الله يا أماهُ